فصل: المجلد الثاني

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: النهاية في غريب الحديث **


المجلد الثاني

 حرف الخاء

 باب الخاء مع الباء

‏{‏خبأ‏}‏*في حديث ابن صياد <قَدْ خَبَأْت لك خَبْاً> الخبْءُ كُلُ شيء غَائِب مستور‏.‏ يقال خَبَأْتُ الشيء أَخْبَؤُه خبْأَ إذا أخْفَيْتَه والخبْءُ والخبيءُ، والخبيئةُ‏:‏ الشيء الْمَخْبُوءُ‏.‏

‏(‏ه‏)‏ ومنه الحديث‏:‏ <ابْتَغُوا الرِّزْق في خَباَيا الأرض> هي جمع خَبٍيئَة كخطٍيئَة وخَطَاَياَ، وأراد بالخباَياَ الزٍّرع؛ لأنه إذا ألقَى البَذْر في الأرض فقد خَبَأَهُ فيها‏.‏ قال عروة بن الزبير‏:‏ ازرَع فإن العرب كانت تتمثل بهذا البيت‏:‏

تَتَبَّعْ خَبَايَا الأرض وادْعُ مَلِيكَهَا ** لَعلَّك يّوْماً أن تُجَابَ وتُرَزَقَا

ويجوز أن يكون ما خَبَأَهُ اللَّه في مَعَادن الأرض‏.‏

وفي حديث عثمان <قال: اخْتَبَأْتَ عند اللَّه خِصاَلاً؛ إني لَرابعُ الإسلام، وكذا وكذا> أي ادّخَرْتُها وجَعَلْتُها عنده لي خبيئة‏.‏

ومنه حديث عائشة تَصفُ عمر رضي اللَّه عنهما <ولَفَظَتْ له خبِيئها> أي ما كان مَخْبوءًا فيها من النَّبات؛ تعني الأرضَ، وهو فَعِيلٌ بمعنى مفعول‏.‏

‏(‏س‏)‏ وفي حديث أبي أمامة <لم أر كَاليَوْم ولاَ جِلْدَ مخَبَّأةٍ> المخبَّأة‏:‏ الجَارِيَة التي في خدْرِها لم تَتَزَوّج بعدُ، لأن صِيَانَتَها أبلغ ممن قد تزَوّجت‏.‏

ومنه حديث الزِّبْرِقان <أبْغَضُ كنَائِني إليِّ الطُّلَعَةُ الخُبأةُ> هي التي تطَّلعُ مرة ثم تختبِئُ أخرى‏.‏

‏{‏خبب‏}‏ ‏(‏س‏)‏ فيه <إنه كان إذا طافَ خَبَّ ثَلاثاً> الخَببُ‏:‏ ضَرْبٌ من العَدْو‏.‏

ومنه الحديث‏:‏ وسُئلَ عن السَّير بالجنَازة فقال‏:‏ <ما دونَ الخَبب> ‏.‏

‏(‏س‏)‏ ومنه حديث مُفَاخَرة رعَاء الإبل والغَنَم <هل تَخُبُّون أو تَصيدون> أراد أن رعَاء الغَنَم لاَ يحتاجُون أن يخُبُّوا في آثارها؛ ورعاء الإبل يحتاجون إليه إذا ساقوها إلى الماء‏.‏

‏(‏س‏)‏ وفيه <أن يونس عليه السلام لَمَّا ركب البَحْر أخذهم خَبٌّ شديد> يقال خَبَّ البحر إذا اضطرب‏.‏

‏(‏س‏)‏ وفيه <لا يدخُلُ الجنة خبٌّ ولا خَائن> الخبُّ بالفتح‏:‏ الخدَّاعُ، وهو الجُزْبُرُ الذي يسعى بين الناس بالفَسَاد‏.‏ رجُل خَبٌّ وإِمرأةٌ خَبَّة‏.‏ وقد تكسر خَاؤه‏.‏ فأما المصدر فبالكسر لا غير‏.‏

‏(‏س‏)‏ ومنه الحديث الآخر <الفَاجر خَبٌّ لئِيمٌ>

‏(‏س‏)‏ ومنه الحديث‏:‏ <من خَبَّبَ امرأة أوْ مملُوكا على مُسْلم فليس مِنَّا> أي خَدَعه وأفسده‏.‏

‏{‏خبت‏}‏*في حديث الدعاء <واجْعَلني لك مُخْبِتا> أي خَاشعا مطيعا، والإخْبَاتُ‏:‏ الخُشوع والتَّواضُع وقد أخْبتَ للّه يُخْبِتُ‏.‏

ومنه حديث ابن عباس <فيجعلها مُخْبِتَةً مُنِيبَة> وقد تكرر ذكرها في الحديث‏.‏ وأصلها من الخَبْت‏:‏ المُطمَئن من الأرض‏.‏

‏(‏س‏)‏ وفي حديث عمرو بن يَثْربّيٍ <إن رأيت نَعْجةً تَحْمل شَفْرة وزنادا بِخَبْت الجميش فلا تهِجْها> قال القُتَيبْي‏:‏ سألت الحجازِيّين فأخبروني أنَّ بَين المدينة والحجاز صحراء تُعْرَف بالخَبْت، والجميش‏:‏ الذي لا يُنْبت‏.‏ وقد تقدم في حرف الجيم‏.‏

‏(‏ه‏)‏ وفي حديث أبي عامر الراهب <لَمَّا بلغه أن الأنصار قد بَايعوا النبي صلى اللّه عليه وسلم تَغَيَّر وخَبُتَ> قال الخطّابي‏:‏ هكذا روي بالتاء المعجمة بنقطتين من فوق‏.‏ يقال رجل خَبِيتٌ أي فاسد‏.‏ وقيل هو كالخبيث بالثاء المثلثة‏.‏ وقيل هو الحقير الرديء، والختيت بتاءين‏:‏ الخسيس‏.‏

‏(‏ه س‏)‏ وفي حديث مكحول <أنه مرَّ برجل نائم بعد العصر فَدفَعه برجله وقال: لقد عُوفيتَ، إنها ساعة تكون فيها الخْبَة بالطاء: أي يَتَخَبَّطه الشيطان إذا مَسَّه بخبل أو جنون. وكان في لسان مكحول لُكْنة فجعل الطاء تاء.

{خبث}* <إذا بَلَغ الماء قُلَّتين لم يَحْملْ خَبَثاً> الخَبث بفتحتين‏:‏ النَّجَسُ‏.‏

‏(‏س‏)‏ ومنه الحديث <أنه نهى عن كُلّ دَوَاء خَبِيثٍ> هو من جهتين‏:‏ إحْدَاهما النَّجاسة وهو الحرَام كالخمر والأرواث والأبوال كلها نَجسة خَبيثَة، وتَناوُلها حرام إلا ما خصَّته السُّنَّة من أبوال الإبل عند بعضهم، ورَوْث ما يُؤكل لحمهُ عند آخرين‏.‏ والجهة الأخْرى من طريق الطَّعْم والمَذَاق؛ ولا يُنْكر أن يكون كَرِه ذلك لما فيه من المشقة على الطّباع وكراهية النفوس لها ‏(‏قال في الدر النثير‏:‏ قلت‏:‏ فسر في رواية الترمذي بالسم‏)‏ ‏.‏

‏(‏ه‏)‏ ومنه الحديث <من أكَلَ من هذه الشجرة الخبيثة فَلا يَقْربَنَّ مسجدَنا> يُريد الثُّومَ والبَصَل والكُرَّاثَ، خُبْثُها من جهَة كراهة طَعْمها وريحها؛ لأنها طَاهرَة وليس أكلُها من الأعذار المَذْكورة في الانْقطَاع عن المساجد، وإنما أمرَهم بالاعتزال عُقُبةً ونَكالاً؛ لأنه كان يتأذَّى بريحها‏.‏

‏(‏س‏)‏ ومنه الحديث <مَهْرُ البَغيّ دَبيث، وثمنُ الكلب خبِيثٌ، وكسبُ الحجَّام خَبِيثٌ> قال الخطّابي‏:‏ قد يَجْمَع الكلامُ بين القرائن من اللفظ ويُفْرَق بينها في المعنى، ويُعْرَف ذلك من الأغراض والمقاصد‏.‏

فأما مهر البَغيّ وثمَن الكَلْب فَيُريد بالخبيث فيهما الحرَامَ لأن الكلب نَجسٌ، والزنا حرام، وبَذْلُ العوَض عليه وأخْذُه حَرَامٌ‏.‏

وأما كَسْبُ الحجَّام فيُريد بالخبيث فيه الكَرَاهةَ، لأن الحجامة مُبَاحةٌ‏.‏

وقد يكون الكلام في الفصل الواحد بعضُه على الوجوب، وبعضه على النَّدب، وبعضُه على الحقِيقَة، وبعضُه على المَجازِ، ويُفْرَق بينها بدلائل الأصول واعتبار معانيها‏.‏

وفي حديث هرَقْلَ <أصبح يوما وهو خَبيثُ النفسِ> أي ثَقِيلُها كَرِيهُ الحال‏.‏

ومنه الحديث <لا يَقُولَنّ أحَدُكم خَبُثَت نَفْس> أي ثَقُلَت وغَثَت، كأن كَره اسم الخُبث‏.‏

‏(‏ه‏)‏ وفيه <لا يُصَلّين الرجُل وهو يُدَافع الأخْبَثين> هما الغَائط والبَوْل‏.‏

‏(‏س‏)‏ وفيه <كما يَنْفي الكِير الخَبَثَ> هو ما تُلقيه النار من وسَخ الفِضَّة والنّحاس وغيرهما إذا أذيبا‏.‏ وقد تكرر في الحديث‏.‏

‏(‏ه‏)‏ وفيه <إنه كتب للعَدَّاء بن خالد - اشتَرى منه عبدا أو أمه - لا دَاء ولا خِبثة، ولا غَائِلَة> أراد بالخِبْثَة الحَرَامَ، كما عَبَّر عن الحَلاَل بالطَّيِّب‏.‏

والخِبثة‏:‏ نَوْع من أنواع الخَبِيث، أراد أنَّه عبدٌ رقيقٌ، لا أنه من قوم لا يَحلِ سبْيُهم، كمن أعْطِيَ عهْدا أو أَماناً، أو مَن هو حُرٌّ في الأصل‏.‏

‏(‏س‏)‏ ومنه حديث الحجاج <أنه قال لأنس رضي الله عنه: ياخِبْثة> يريد ياخبِيثُ‏.‏ ويقال للأخْلاق الخبِيثة خِبْثة‏.‏

‏(‏س‏)‏ وفي حديث سعيد <كَذب مخْبثانٌ> المخْبثان الخَبيثُ‏.‏ ويقال للرجل والمرأة جميعا، وكأنه يدُلُّ على المبالغة‏.‏

‏(‏س‏)‏ وفي حديث الحسن يُخاطِب الدُّنيا <خَباثِ، كُلَّ عيدانك مَضَضْنا فوجدنا عاقبته مُرَّا> خَباث - بوزن قَطام - مَعْدُول، من الخُبث، وحرف النداء محذوف‏:‏ أي يا خَبَاث‏.‏

والمَضَّ مثل المَصّ‏:‏ يريد إنا جَرَّبناكِ وخَبَرْنَاكِ فوَجَدْنا عاقِبَتَك مُرَّة‏.‏

‏(‏ه‏)‏ وفيه <أعوذ بك من الخُبث والخَبائث> بضم الباء جَمْعُ الخبيث، والخَبَائثُ جمعُ الخَبيثة، يُريد ذكورَ الشياطين وإناثَهم‏.‏

وقيل هو الخُبْث بسكون الباء، وهو خلاف طَيِّب الفِعْلِ من فُجُور وغيره‏.‏ والخَبَائث يريد بها الأفعالَ المَذمُومة والخصالَ الرديئةَ‏.‏

‏(‏ه‏)‏ وفيه <أعوذ بك من الرِّجْسِ النَّجْسِ الخَبِيثِ المُخْبِثِ> الخبيث ذُو الخُبث في نَفْسه، والمُخْبث الذي أعوانه خُبَثاء، كما يقال للذي فرسه ضَعيف مُضْعِف‏.‏ وقيل هو الذي يُعَلّمهم الخُبث ويُوقعهم فيه‏.‏

ومنه حديث قَتْلَى بَدْر <فأُلْقُوا في قَليبٍ خَبيثٍ مُخْبِثٍ> أي فاسدٍ مُفْسد لمَا يقع فيه‏.‏

‏(‏ه‏)‏ وفيه <إذا كَثُر الخُبْث كان كذا وكذا> أرادَ الفسقَ والفُجُورَ‏.‏

‏(‏ه‏)‏ ومنه حديث سعد بن عُبادة <أنه أُتِيَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم بِرَجُل مُخْدَجٍ سَقِيم وُجِد مع أمَةٍ يَخْبُثُ بها> أي يَزْنِي‏.‏

‏{‏خبج‏}‏‏(‏ه س‏)‏ في حديث عمر <إذا أُقِيمَت الصلاة وَلَّى الشيطان وله خَبَجٌ> الخَبجُ بالتحريك‏:‏ الضُّراط‏.‏ ويروى بالحاء المهملة‏.‏

وفي حديث آخر <من قرأ آية الكرسي خَرَج الشيطان وله خَبَجٌ كخَبَج الحمار> ‏.‏

‏{‏خبخب‏}‏*فيه ذكر <بقيع الخَبْخَبَة> هو بفتح الخاءين وسكون الباء الأولى‏:‏ موضع بنواحي المدينة‏.‏

‏{‏خبر‏}‏*في أسماء الله تعالى <الخبير> هو العَالِم بما كَان وبما يكون‏.‏ خَبَرتُ الأمر أخبُره إذا عرَفتَه على حقيقته‏.‏

‏(‏ه‏)‏ وفي حديث الحديبية <أنه بعث عَيْناٌ من خُزَاعة يَتَخَيَّر له خَبَر قُرَيش> أي يَتَعرّف‏.‏

يقال تَخَبَّر الخَبَر، واسْتَخْبَر إذا سأل عن الأخبار ليَعْرفها‏.‏

‏(‏ه‏)‏ وفيه <أنه نَهَى عن المُخابرة> قيل هي المُزارَعة على نَصيب مُعَيَّن كالثلث والرُّبع وغيرهما‏.‏ والخُبْرة النَّصيبُ ‏(‏أنشد الهروي‏:‏

إِذا ماجعَلْتَ الشاةَ للناسِ خُبْرةً ** فَشأنَك إِنّي ذاهبٌ لشُئوني‏)‏

وقيل هو من الخَبار‏:‏ الأرضِ اللَّينة‏.‏ وقيل أصل المخابر من خَيْبر؛ لإن النبي صلى اللّه عليهِ وسلم أقرَّها في أيدي أهلها على النِّصف من محصولها، فقيل خابَرَهم‏:‏ أي عاملهم في خَيبر‏.‏

‏(‏س‏)‏ وفيه <فدَفَعْنا في خَبارٍ من اللأرض> أي سَهْلة لَيِّنة‏.‏

‏(‏ه‏)‏ وفي حديث طَهْفةَ <ونسْتَخْلِب الخَبير> الخَبِير‏:‏ النبات والعُشب، شُبِّه بخَبير الإبل وهو وبَرُها، واسْتِخْلابه‏:‏ إحْتِشاشه بالمِخْلَب وهو المِنْجَل‏.‏ والخَبِير يقع على الوبرَ والزَّرع والأكَّار‏.‏

‏(‏س‏)‏ وفي حديث أبى هريرة <حين لا آكُل الخَبير> هكذا جاء في رواية‏:‏ أي الخُبْز المأدُومَ‏.‏ والخَبِير والخُبْرة‏:‏ الإدام‏.‏ وقيل هي الطعام من اللحم وغيره‏.‏ يقال أَخْبُر طعامك‏:‏ أي دَسِّمْه‏.‏ وأتانا بخُبْزة ولم يأتنا بخُبْره‏.‏

‏{‏خبط‏}‏‏(‏ه‏)‏ في حديث تحريم مكة والمدينة <نَهَى أن يُخْبَط شجرُها> الخبْط‏:‏ ضرْبُ الشجر بالعصا ليَتناثر ورقُها، وأسم الورق الساقط خَبَط بالتحريك، فَعَلٌ بمعنى مفعول، وهو من عَلَفِ الإبل‏.‏

ومنه حديث أبي عبيدة <خرج في سَريّة إلى أرض جُهَينة فأصابهم جوع فأكلوا الخَبَط، فسُمُّوا جيشَ الخَبَط> ‏.‏

‏(‏ه‏)‏ ومنه الحديث <فضَرَبتْها ضَرَّتُها بِمِخْبَط فأسْقَطَت جَنِينا> المِخْبط بالكسر‏:‏ العصا التي يُخْبط بها الشجر‏.‏

‏(‏ه‏)‏ ومنه حديث عمر رضي اللّه عنه <لقد رأيتُني بهذا الجبل أخْتَطبُ مرة وأخْتبط أخرى> أي أضرب الشجر ليَنْتثِر الخَبَط منه‏.‏

ومنه الحديث <سُئل هل يَضُر الغُبْط؟ فقال: لا، إلا كما يَضُر العِضاهَ الخَبْطُ> وسيجيء معنى الحديث مبيَّنا في حرف الغين‏.‏

وفي حديث الدعاء <وأعوذ بك أن يَتَخَبَّطني الشيطان> أي يَصْرَ

عَني ويَلْعَبَ بي‏.‏ والخَبْط باليدين كالرَّمْح بالرِّجْلَين‏.‏

‏(‏ه‏)‏ ومنه حديث سعد <لاتَخْبِطوا خَبْط الجَمل، ولاتمُطُّوا بآمين> نهاه أن يقدِّم رجْله عند القيام من السجود‏.‏

‏(‏ه‏)‏ ومنه حديث علي <خَبَّاط عَشْوات> أي يَخْبط في الظَّلام‏.‏ وهو الذي يمشي في الليل بلا مِصباح فيتحيَّر ويَضل، وربما تَردّى في بئر أو سَقَط على سُبع، وهو كقولهم‏:‏ يَخْبِط في عَمْياء؛ إذا ركِب أمراً بجَهالة‏.‏

‏(‏س‏)‏ وفي حديث ابن عامر <قيل له في مرضه الذي مات فيه: قد كنت تَقْرِى الضَّيف وتُعْطي المُخْتبِط> هو طالب الرِّفْدِ من غير سابق معرفة ولا وَسِيلةٍ، شُبِّه بخابِط الورَق أو خابط الليل‏.‏

‏{‏خبل‏}‏ ‏(‏ه‏)‏ فيه <من أُصيبَ بدَم أو خَبْل> الخَبْل بسكون الباء‏:‏ فسادُ الأعضاء‏.‏

يقال خَبَل الحُبُّ قلبَه‏:‏ إذا أفسده، يَخْبِله ويخبُلُه خَبْلا‏.‏ ورجل خَبِل ومُخْتَبِل‏:‏ أي من أصيب بقَتْل نفس أو قَطْع عُضو‏.‏ يقال بَنُو فلان يُطالبون بِدماء وخَبْل‏:‏ أي بقطع يَدٍ أو رِجْل‏.‏

‏(‏ه س‏)‏ ومنه الحديث <بين يَدَيِ الساعة الخَبْل> أي الفِتن المُفسد‏.‏

‏(‏ه س‏)‏ ومنه حديث الأنصار <أنها شكَت إليه رجل صاحبَ خَبْل يأتي إلى نَخْلهم فيُفْسِده> أي صاحب فساد‏.‏

‏(‏ه‏)‏ وفيه <من شَرِب الخَمْر سقاه اللّه من طينة الخَبال يوم القيامة> جاء تفسيره في الحديث‏:‏ أن الخَبال عُصارة أهل النار‏.‏ والخُبال في الأصل‏:‏ الفسادُ، ويكون في الأفعال والأبدان والعُقول‏.‏

‏(‏ه‏)‏ ومنه الحديث <وبِطانة لا تألُوه خَبالا> أي تُقَصِّر في إفساد أمره‏.‏

‏(‏ه‏)‏ ومنه حديث ابن مسعود <إن قَوما بَنَوْا مسجدا بظَهْر الكُوفة، فقال: جئت لأكْسِرَ مسجد الخَبَال> أي الفساد‏.‏

‏{‏خبن‏}‏*فيه <من أصاب بفِيه من ذِي حاجة غير مُتَّخِذٍ خُبْنَة فلا شيء عليه> الخُبْنة‏:‏ مَعْطِفُ الإزارِ وطرَفُ الثَّوب‏:‏ أي لا يأخُذ منه في ثَوبه‏.‏ يقال أخْبن الرجل إذا خَبأ شيئاً في خُبْنه ثوبه أو سَراويله‏.‏

‏(‏ه‏)‏ ومنه حديث عمر <فْليأكلْ منه ولا يَتَّخِذْ خُبْنه> ‏.‏

‏{‏خبا‏}‏*في حديث الاعتكاف <فأمرَ بِخبائه فقُوِّض> الخِباء‏:‏ أحدُ بُيوت العرب من وَبر أو صوف، ولا يكون من شَعَر‏.‏ ويكون على عَمُوَدين أو ثلاثة‏.‏ والجمع أخْبِيه‏.‏ وقد تكرر في الحديث مُفْرداً ومجموعا‏.‏

ومنه حديث هند <أهلُ خباء أو أخْباء> على الشَّك‏.‏ وقد يُستعمل في المَنازِل والمساكن‏.‏

ومنه الحديث <أنه أتَى خِباء فاطمه رضي اللّه عنها وهي بالمدينه> يريد مَنْزِلها‏.‏ وأصل الخِباء الهمز، لأنه يُخْتَبأ فيه‏.‏

 باب الخاء مع التاء

‏{‏ختت‏}‏ ‏(‏ه‏)‏ في حديث أبي جَنْدل <أنه اخْتأتَ للضَّرب حتى خِيف عليه> قال شَمِر‏:‏ هكذا روى‏.‏ والمعروف‏:‏ أخَتَّ إذا انْكَسر واسْتَحْيا‏.‏ والمُخْتَتِيءُ مثل المُختِّ؛ وهو المُتصاغر المُنْكَشر‏.‏

‏{‏ختر‏}‏*فيه <ما خَتَر قوم بالعَهْد إلاّ سُلِّط عليهم العدو> الختْر‏:‏ الغدر‏.‏

يقال‏:‏ خَتَر يَخْتِرُ فهو خاتر وخَتَّار للمبالغة‏.‏

‏{‏ختل‏}‏*فيه <من أشراط الساعة أن تُعَطَّل السيوف من الجهاد، وأن تُخْتَل الدنيا بالدِّين> أي تُطْلَبَ الدنيا بعَمل الآخرة‏.‏ يقال خَتَله يَخْتِله إذا خَدعه وراوَغَه‏.‏ وخَتَل الذئب الصَّيْد إذا تَخَفَّى له‏.‏

‏(‏س‏)‏ ومنه حديث الحسن في طُلَّاب العلم <وصنْف تعلّوه للاستِطالة والخَتْل> أي الخِداع‏.‏

‏(‏س‏)‏ ومنه الحديث <كأنّي أنظر إليه يَخْتِل الرجل ليَطْعُنَه> أي يُدَاورُه ويَطْلُبه من حيث لا يَشْعُر‏.‏

‏{‏ختم‏}‏ ‏(‏ه‏)‏ فيه <آمين خاتمُ ربِّ العالمين على عباده المؤمنين> قيل معناه طابَعُه وعلامتُه التي تَدْفع عنهم الأعراض والعاهات؛ لأن خاتَم الكتاب يَصُونه ويمنع الناظرين عما في باطنه‏.‏ وتُفْتح تاؤه وتُكسر، لُغَتان‏.‏

‏(‏س‏)‏ وفيه <أنه نهى عن لُبْس الخاتم إلا لذي سُلطان> أي إذا لبِسَه لغير حاجة، وكان للزينه المحْضَة، فكَره له ذلك، ورَخَّصها للسلطان لحاجته إليها في خَتْم الكُتُب‏.‏

‏(‏س‏)‏ وفيه <أنه جاء رجل عليه خاتَم شَبَه فقال: ما لي أجِدُ منك ريحَ الأصنام> لأنها كانت تُتَّخَذ من الشَّبَه‏.‏ وقال في خاتم الحديد <مالي أرى عليك حلْية أهل النار> لأنه كان من زِيّ الكُفار الذين هم أهل النار‏.‏

وفيه <التَّخَتُّم بالياقوت يَنْفي الفَقْر> يُريد أنه إذا ذَهب مالُه باع خاتمه فوجد فيه غنى، والأشبه - إن صَحّ الحديث - أن يكون لخاصِّية فيه‏.‏

‏{‏ختم‏}‏ ‏(‏ه‏)‏فيه <إذا الْتَقَى الختانان فقد وجَبَ الغُسْل> هما مَوْضع القَطْع من ذَكر الغلام وفَرْج ‏(‏في الهروي‏:‏ ونواة الجارية، وهي مخفضها‏.‏‏)‏الجارية‏.‏ ويقال لقَطْعِهما‏:‏ الإعْذار والخفْض‏.‏

‏(‏ه‏)‏وفيه <أن موسى عليه السلام آجَر نفْسَه بِعِفَّة فرْجه وشبَع بطنه، فقال له خَتَنُهُ: إنَّ لك في غَنَمي ما جاءت به قالبَ لَوْن> أراد بَختَنه أبا زَوْجته‏.‏ والأخْتان من قِبل المرأة‏.‏ والأحماء من قِبل الرجُل‏.‏ والصّهر يَجْمَعُهما‏.‏ وخاتن الرجُلُ إذا تَزوّج إليه‏.‏

ومنه الحديث <عليٌّ خَتنُ رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم> أي زَوْج ابْنَته‏.‏

‏(‏ه‏)‏ ومنه حديث ابن جُبير <سُئِل ايَنْظُر الرجُل إلى شَعر خَتَنَته؟ فَقَرأ: ولا يُبْديِنَ زينتهنّ...الآية. وقال: لا أراه فيهم، ولا أراها فيهن> أراد بالختَنة أمَّ الزوجة ‏(‏في الهروي والدر النثير‏:‏ قال ابن شميل سميت المصاهرة مخاتنة لالتقاء الختانين‏.‏‏)‏

 باب الخاء مع الثاء

‏{‏خثر‏}‏ ‏(‏س‏)‏ فيه <أصْبح رسولُ اللّه صلى اللّه عليه وسلم وهو خاثر النَّفْس> أي ثَقيل النَّفْس غير طَيِّب ولا نَشيط‏.‏

ومنه الحديث <قال: ياَ أُمَّ سُليم ما لي أرى ابْنَك خاثر النَّفْس؟ قالت: ماتت صَعْوَتُه> ‏.‏

ومنه الحديث علي <ذَكَرْنا لَهُ الذي رأينا من خُثُوره> ‏.‏

‏{‏خثل‏}‏ *في حديث الزِّبْرِقان <أحَبُّ صبْياننا إلينا العَريضُ الخثْلةِ> هي الحوْصَلة‏.‏ وقيل‏:‏ ما بين السُّرَّة إلى العانة‏.‏ وقد تفتح الثاء‏.‏

‏{‏خثا‏}‏*في حديث أبي سفيان <فأخذ من خِثْىِ الإبل فَفَتَّله> أي رَوْثها‏.‏ وأصْل الخثْىِ للبقِر فاستعاره للإبل‏.‏

 باب الخاء مع الجيم

‏{‏خجج‏}‏ ‏(‏ه‏)‏ في حديث علي رضي الله عنه وذَكَر بنَاء الكعبة <فبَعث اللّه السَّكينة، وهي ريح خَجُوج، فتطوَقت بالبيت> هكذا قال الهروي‏.‏

وفي كتاب القتنيبي <فتَطَوَت موقع البيت كالحجَفَة> يقال ريح خَجُوج أي شديدة المرور في غير اسْتواء‏.‏ وأصل الخجَ الشَّقُّ وجاء في كتاب المُعْجم الأوسَط للطَّبَراني عن علي أن النبي صلى اللّه عليه وسلم قال <السَّكينة ريح خَجُوجٌ> ‏.‏

ومنه حديثه الآخر <أنه كان إذا حمل فكأنه خَجُوجٌ> ‏.‏

‏(‏ه‏)‏ وفي حديث عبيد بن عمير، وذكر الذي بنى الكعبة لقُرَيش وكان رُوميَّا <كان في سَفينة أصابتها ريح فَخَجَّتْها> أي صرفتهاَ عن جهتها ومقْصدها بِشدَّة عَصْفها‏.‏

‏{‏خجل‏}‏ ‏(‏ه‏)‏ فيه <أنه قال للنساء: إنكن إذا شَبِعْتُنَّ خَجِلْتُنَّ> أراد الكَسَل والتَّواني؛ لأن الخجِل يَسْكُتُ ويسكن ولا يَتَحرّك‏.‏ وقيل‏:‏ الخجَل أن يتلْبَس على الرجل أمْرُه فلا يَدْري كيف المَخْرج منه‏.‏ وقيل‏:‏ الخجَل ها هنا‏:‏ الأشَرُ والبَطَر من خَجِل الوادي‏:‏ إذا كَثُر نباته وعُشْبه‏.‏

‏(‏ه س‏)‏ ومنه حديث أبي هريرة <إنّ رَجُلا ذَهَبت له أيْنُقٌ فطلبها، فأتى على واد خَجِلٍ مُغِنٍّ مُعْشب> الخجل في الأصل‏:‏ الكثير النَّبات المُلْتف المُتكاتف‏.‏ وخَجل الوادي والنَّبات‏:‏ كثر صوت ذِبَّانه لكثرة عُشْبه‏.‏

‏{‏خجى‏}‏ ‏(‏س‏)‏ في حديث حُذيفة <كالكُوز مُخَجّيا> قال أبو موسى‏:‏ هكذا أورَدَه صاحب التَّتَّمة، وقال‏:‏ خَجَّى الكُوز‏:‏ أماله‏.‏ والمشْهُور بالجيم قبل الخاءْ‏.‏ وقد ذكر في حرف الجيم‏.‏

 باب الخاء مع الدال

‏{‏خدب‏}‏ ‏(‏ه‏)‏ في صفة عمر <خِدَبٌ من الرِّجال كأنه رَاعي غَنَم> الخدَبٌ - بكسر الخاء وفتح الدال وتشديد الباء - العظيم الجافي‏.‏

‏(‏س‏)‏ ومنه حديث حُمَيد بن ثَوْر في شعْره‏:‏

وبَين نِسْعَيهِ خِدَبًّا مُلْبِداً*

يريد سَنَام بعيره، أو جَنْبَه‏:‏ أي إنه ضَخْم غَليظٌ‏.‏

ومنه حديث أم عبد اللّه بن الحارث بن نوفل‏:‏

لأُنكحَنَّ بَبَّه * جَاريَةً خِدَبَّةْ ‏(‏انظر هامش ص 92 من الجزء الأول من هذا الكتاب‏)‏‏{‏خَدَجَ‏}‏ ‏(‏ه‏)‏ فيه <كلُّ صَلَاةٍ ليسَتْ فيها قِراءة فهي خِدَاجٌ> الخدَاج‏:‏ النُّقْصَان‏.‏ يقال‏:‏ خَدَجَت الناقة إذا ألْقَتْ ولدَها قَبل أوَانِه وإن كان تَامَّ الخلْق‏.‏ وأخْدَجَتْه إذا ولدته ناقص الخلْق وإن كان لتمام الحمل‏.‏ وإنما قال فهي خدَاج، والخدَاج مصدر على حذف المضاف‏:‏ أي ذات خدَاج، أويكون قد وَصَفَها بالمَصْدر نفْسه مبالغة كقوله‏:‏

فإنما هي إقْبَالٌ وإدْبارُ ‏(‏أي مقبلة مدبرة‏)‏*

‏(‏ه‏)‏ ومنه حديث الزكاة <في كلّ ثلاثين بقرةً تَبيعٌ خَديجٌ> أي ناقص الخلْق في الأصل‏.‏ يريد تبيعٌ كالخديج في صغَر أعضائه ونقص قُوَته عن الثَّنيِّ والرَّباع‏.‏ وخديج فَعيل بمعنى مُفْعَل‏:‏ أي مُخْدَج‏.‏

‏(‏ه‏)‏ ومنه حديث سعد <أنه أتى النَّبيُّ صلى اللّه عليه وسلم بِمُخْدَج سَقِيم> أي ناقص الخلْق‏.‏

‏(‏ه‏)‏ ومنه حديث ذي الثُّدَيَّة <إنه مُخْدَج اليَد> ‏.‏

ومنه حديث علي <تُسَلم عليهم ولا تُخْدِج التَّحيَّةَ لهم> أي لاتَنْقُصْها‏.‏

‏{‏خدد‏}‏*فيه ذكر <أصحاب الأُخدُود> الأخدود‏:‏ الشَّقُّ ‏[‏في الأرض‏]‏ ‏(‏الزيادة من ا واللسان‏)‏، وجمعه الأَخاديد‏.‏

ومنه حديث مسروق <أنْهَار الجَّنة تَجْري في غير أُخْدُود> أي في غير شَق في الأرض‏.‏

‏{‏خدر‏}‏ ‏(‏س‏)‏ فيه <أنه عليه الصلاة والسلام كان إذا خُطِبَ إليه إحْدَى بناته أتى الخِدْر فقال: إنَّ فلانا خَطَبك إلىّ، فإن طَعَنتْ في الخدْر لم يُزوّجها> الخدْرُ ناحية في البيت يُتْرك عليها سِتْرٌ فتكون فيه الجارية البكر، خُدِّرت فهي مُخَدَّرة‏.‏ وجمع الخدْر الخُدُور‏.‏ وقد تكرر في الحديث‏.‏ ومعنى طَعَنَت في الخدْرِ‏:‏ أي دخَلَت وذَهَبت فيه، كما يقال طَعَن في المفازة إذا دَخَل فيها‏.‏ وقيل‏:‏ معناه ضَرَبت بيَدها على الستْر، ويشهد له ما جاء في رواية أخرى <نَقَرتْ الخدْر> مكان طَعَنت‏.‏ ومنه قصيد كعب بن زهير‏:‏

منْ خَادِرٍ مِنْ لُيُوثِ الأُسْدِ مَسْكَنُه ** بِبَطْنِ عَثَّرَ غِيلٌ دُونَه غِيلُ

خَدَرَ الأسَدُ وأخْدَرَ، فهو خَادِرٌ ومُخْدِرٌ‏:‏ إذا كان في خِدرِه، وهو بيتُه‏.‏

‏(‏س‏)‏ وفي حديث عمر <أنه رَزَق النَّاسَ الطِّلاَءَ، فشَربَه رجُل فَتَخدّرَ> أي ضَعُفَ وفَتَرَ كما يُصيب الشاربَ قبْل السُّكْر‏.‏ ومنه خَدَرُ الرّجْلِ واليَدِ‏.‏‏(‏س‏)‏ ومنه حديث ابن عمر <أنه خَدِرَت رِجْله، فقيل له: ما لِرِجْلِك؟ قال: اجتمعَ عَصَبُها. قيل له: اذْكُر أحَبَّ النَّاسِ إِليك> قال‏:‏ يا محمدُ، فَبَسَطَها‏.‏

‏(‏س‏)‏ وفي حديث الأنصاري <اشْتَرَط أن لا يَأخذ تَمْرة خَدِرة> أي عَفِنة وهي التي أسودّ باطنها‏.‏

‏{‏خدش‏}‏ ‏(‏س‏)‏ فيه <من سَألَ وهو غَنيٌ جاءت مسألتُه يوم القيامة خُدُوشاً في وجهه> خَدْشُ الجلد‏:‏ قَشْرُه بِعُود أو نحوه‏.‏ خَدشَه يَخْدِشُه خَدْشا‏.‏ والخُدُوش جمعه؛ لأنه سُمّي به الأثر وإن كان مصْدرا‏.‏

‏{‏خدع‏}‏ ‏(‏ه س‏)‏ فيه <الحرْب خَدْعَة> يروى بفتح الخاء وضمها مع سكون الدال، وبضمها مع فتح الدال، فالأوّل معناه أنّ الحرْبَ يَنْقضي أمرُها بِخَدْعَة واحدَة، من الخَدَاع أي أَنّ المُقَاتلَ إذا خُدع مرَّة واحدة لم تكن لها إقَالَة، وهي أفصح الروايات وأصحها‏.‏ ومعنى الثاني‏:‏ هو الإسْمُ من الخدَاع‏.‏ ومعنى الثالث أن الحرب تَخْدع الرجال وتُمنّيهم ولا تَفي لهم، كما يقال‏:‏ فلانٌ رجل لُعَبة وضُحَكَة‏:‏ أي كثير اللّعب والضَّحك‏.‏

‏(‏ه‏)‏ وفيه <تكون قبل السَّاعة سنُون خَدَّاعَة> أي تَكثُر فيها الأمطار ويقل الرَّيْع، فذلك خدَاعُها؛ لأنها تُطْمِعُهم في الخِصْب بالمطر ثم تُخْلِف‏.‏ وقيل الخَدَّاعَة‏:‏ القليلة المطر، من خَدَع الرِّيقُ إذا جَفَّ‏.‏

‏(‏س‏)‏ وفيه <أنه أحْتَجَم على الأخْدعَين والكاهِل> الأَخْدَعانِ‏:‏ عِرْقان في جَانِبَيِ العُنُق‏.‏

‏(‏س‏)‏ وفي حديث عمر <أنّ أعْرَابيا قال له: قَحَطَ السَّحاَبُ، وخَدَعت الضِّبابُ، وجَاعتِ الأعْراب> خَدَعت‏:‏ أي اسْتَتَرت في جِحَرَتها؛ لأنهم طلبوها ومالوا عليها للجدْب الذي أصَابهم‏.‏

والخَدْع‏:‏ إخْفَاء الشَّيء، وبها سُمّي المَخْدَع، وهو البيت الصغير الذي يكون داخل البيت الكبير وتُضَم ميِمُه وتُفْتح‏.‏

‏(‏س‏)‏ ومنه حديث الفِتن <إنْ دخل عَلَىَّ بَيْتي قال: أدخُلُ المَخْدَعَ> ‏.‏

‏{‏خدل‏}‏ ‏(‏ه‏)‏ في حديث اللِّعَان <والذي رُمِيَتْ به خَدْلٌ جَعْدٌ> الخَدْل‏:‏ الغليظ المُمْتَلىءُ السَّاق‏.‏

‏{‏خدلج‏}‏ ‏(‏س‏)‏ في حديث اللِّعَان <إن جاَءت به خَدلَّجَ السَّاقَين فهو لفُلان> أي عظيمَهما، وهو مِثْل الخَدْلِ أيضا‏.‏

‏{‏خدم‏}‏ ‏(‏ه‏)‏ في حديث خالد بن الوليد <الحمْد للّه الذي فَضَّ خَدَمَتَكم> الخَدَمة بالتحريك‏:‏ سَيْر غليظ مَضْفور مثل الحَلْقة يُشَد في رُسْغِ البعير ثم تُشَدّ إليها سرائح نعله، فإذا اْنَفَّضت الخَدَمة انْحَّلت السرائحُ وسَقَط النَّعْل، فضرب ذلك مَثَلاً لذهَاب ما كانواعليه وتفرُّقِهِ، وشَبَّه اجتِمَاع أمْر العَجَم واتِّساقَه بالحَلقة المستديرة، فلهذا قال‏:‏ فَضَّ خَدَمَتَكم‏:‏ أي فَرّقها بعد اجْتِماعها‏.‏ وقد تكرر ذكر الخَدَمة في الحديث‏.‏ وبها سُمّي الخَلْخال خَدَمة‏.‏

‏(‏ه‏)‏ومنه الحديث <لا يَحُول بَيْنَنَا وبَين خَدَم نسَائكم شيء> هو جمع خَدَمَة، يعني الخلْخَالَ، ويُجمع على خِدَامٍ أيضا‏.‏

‏(‏ه‏)‏ ومنه الحديث <كُنّ يَدْلَحْنَ بالقِرَب على ظُهورهنّ، يَسْقين أصحابه باديَةً خِدَامُهُنّ> ‏.‏

‏(‏ه‏)‏ وفي حديث سلمان <أنه كان على حِمَار وعليه سَرَاويلُ وخَدَمَتاه تَذَبْذَبَان> أراد بخَدَمَتَيه ساقيه؛ لأنهما موضع الخَدَمتين‏.‏ وقيل أراد بها مخرجَ الرّجْلين من السَّرَاويل‏.‏

وفي حديث فاطمة وعليّ رضي اللّه عنهما <اسألي أباك خَادماً يقِيك حَرّ ما أنت فيه> الخادم واحد الخدم، ويقع على الذكر والأنثى لإجْرائه مُجْرى الأسماء غير المأخوذة من الأفعال، كحائض وعاتق‏.‏

‏(‏س‏)‏ ومنه حديث عبد الرحمن <أنه طلق امرأته فمتَّعها بخادم سَوداء> أي جارية‏.‏ وقد تكرر في الحديث‏.‏

‏{‏خدن‏}‏*في حديث علي <إن احْتاج إلى مَعُونتهم فَشَرُّ خَليل والأَمُ خَدين> الخِدْن والخدين‏:‏ الصَّديق‏.‏

‏{‏خدا‏}‏*في قصيد كعب بن زهير‏:‏

تَخْدِى على يَسَرَاتً وهي لاهيَةٌ ‏(‏في شرح ديوان ص 13‏:‏ <لاحقه> واللاحقة‏:‏ الغامرة‏.‏‏)‏*

الخدْىُ‏:‏ ضَرْب من السَّير‏.‏ خَدَى يَخْدِي خَدْياً فهو خَاد‏.‏

 باب الخاء مع الذال

‏{‏خذع‏}‏ ‏(‏س‏)‏ فيه <فخذَعه بالسَّيف> تَحْزيز اللحم وتَقْطيعه من غير بَيْنُونة، كالتَّشْريح‏.‏ وخَدَعه بالسَّيف‏:‏ ضَرَبه به‏.‏

‏{‏خذف‏}‏ ‏(‏ه‏)‏ فيه <أنه نهى عن الخذْف> هو رَمْيك حَصَاة أو نَوَاةً يأخُذُها بين سُبَّابَتَيك وتَرْمي بها، أو تَتَّخذُ مِخْذَفَة من خشب ثم ترمي بها الحصاة بين إبْهامك والسبابة‏.‏

ومنه حديث رَمْي الجمَار <عليكم بمثل حصَى الحذْف> أي صغَارا‏.‏

‏(‏س‏)‏ ومنه الحديث <لم يترك عيسى عليه السلام إلا مِدْرَعَة صُوفٍ ومِخْذَفة> أراد بالمخْذفة المقْلاع‏.‏ وقد تَكَرَّر ذكر الخذف في الحديث‏.‏

‏{‏خذق‏}‏ ‏(‏ه‏)‏ في حديث معاوية <قيل له أتَذْكُر الفيلَ؟ فقال: أذْكَر خَذْقُة> يعني رَوْثه‏.‏ هكذا جاء في كتاب الهروي والزَّمخشري وغيرهما عن مُعَاوية‏.‏ وفيه نظر؛ لأن مُعاوية يَصْبُو عن ذلك، فإنه ولد بعد الفيل بأكثر من عشرين سَنة، فكيف يبقى رَوْثُه حتى يَرَاه‏؟‏ وإنما الصحيح حديث قَباث بن أشْيَمَ <قيل له أنت أكبَرُ أمْ رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم؟ فقال: رسول اللّه أكبر منّي وأنا أقدَمُ منه في الميلاَد، وأنا رأيت خَذْق الفيل أخْضرَ مُحيلا> ‏.‏

‏{‏خذل‏}‏ ‏(‏ه‏)‏ فيه <والمؤمنُ أخو المؤمن لا يَخْذُلُهُ> الخذل‏:‏ ترك الاغاثة والنُّصْرَةِ‏.‏

‏{‏خذم‏}‏ ‏(‏ه‏)‏ فيه <كأنَّكم بالتُّرْك وقد جَاءتكُم على بَرَاذينَ مُخَذَّمة الآذان> أي مُقَطَّعتهَا والخذْمُ‏:‏ سُرْعة القَطْع، وبه سُمّيَ السيف مِخْذَا‏.‏

‏(‏ه‏)‏ ومنه حديث عمر <إذا أذَّنْت فاسْتَرْسل، وإذا أقمت فاخْذم> هكذا أخْرَجه الزمخشري، وقال هو اخْتيار أبي عُبَيد، ومعناه التَّرْتيلُ كأن يَقْطع الكلام بَعْضه عن بَعْضٍ، وغيرُه يرويه بالحاء المهملة‏.‏

ومنه حديث أبي الزناد <أُتي عَبدُ الحميد - وهو أمير العراق - بثلاثة نَفَرٍ قد قطعوا الطريق وخَذَموا بالسيوف> أي ضربوا الناس بها في الطريق‏.‏

‏(‏س‏)‏ ومنه حديث عبد الملك بن عمير <بمَوَاسي خَذِمَةٍ> أي قاطعة‏.‏

‏(‏س‏)‏ وحديث جابر <فضُرباَ حتَّى جعلا يتخَذَّمان الشجرةَ> أي يَقْطعانها‏.‏

‏{‏خذا‏}‏ ‏(‏س‏)‏ في حديث النَّخَعِي <إذا كان الشَّق أو الخَرْق أو الخَذَا في أُذُن الأُضْحية فلا بَأسَ> الخَذا في الأذن‏:‏ انْكِساَرٌ واسْتِرخاء‏.‏ وأذنٌ خَذْواءُ‏:‏ أي مُسْتَرْخِيَة‏.‏

وفي حديث سعد الأسلميّ <قال: رأيتُ أبا بكر باخَذَوَات وقد حَلَّ سُفْرَة مُعلَّقة> الخَذَوَات‏:‏ اسم موضع‏.‏

 باب الخاء مع الراء

‏{‏خرأ‏}‏ ‏(‏ه‏)‏ في حديث سلْمان <قال له الكُفَّار: إن نَبِيَّكُم يُعَلّمُكُم كلّ شيء حتى الخِرَاءةَ، قال أجَلْ> الخرَاءة بالكسر والمد‏:‏ التَّخَلي والقُعود للحَاجة‏.‏ قال الخطّابي‏:‏ وأكثر الرُّواة يفتحون الخاء‏.‏ وقال الجوهري‏:‏ <إنها الخَراءة بالفتح والمدّ. يقال خَرِىءَ خَرَاءة، مثل كَرِه كَراهة> ‏.‏

ويحتمل أن يكون بالفتح المصدر، وبالكسر الاسم‏.‏

‏{‏خرب‏}‏ ‏(‏ه‏)‏ فيه <الحَرَم لا يُعيذ عاصيا ولا فارًّا بخَرَبَة> الخَرَبة‏:‏ أصلُها العيْب، والمراد بها ها هنا الذي يفرُّ بشيء يريد أن ينْفَرِد به ويغْلِب عليه مما لا تُجيزُه الشَّريعة‏.‏ والخارب أيضا‏:‏ سَارِق الإبل خاصَّة، ثم نُقِل إلى غَيرها اتِّساعا، وقد جاء في سِياق الحديث في كتاب البخاري‏:‏ أنّ الخربة‏:‏ الجِنَايةُ‏.‏ قال الترمذي‏:‏ وقد رُوي بِخَزْيَة، فيجوز أن يكون بكسر الخاء، وهو الشيء الذي يُسْتَحْيا منه، أو من الهوَان والفضيحة، ويجوز أن يكون بالفتح وهو الفَعْلة الواحدة منها‏.‏

‏(‏س‏)‏ وفيه <مِن اْقترابِ السَّاعة إخْرَابُ العامر وعمارة الخَرَاب> الإخْرِاب‏:‏ أن يُتْرَك الموضع خَرْباً، والتَّخْريب الهدْم، والمرادُ ما تُخَرّبُه الملوك من العُمْران وتعْمُرهُ من الخَراب شهوةً لا إصْلاحا، ويَدْخل فيه ما يَعْمَله المُتْرَفُون من تَخْريب المَسَاكن العامرة لغير ضرورة وإنْشَاء عمارَتِها‏.‏

وفي حديث بناء مسجد المدينة <كان فيه نخلٌ وقبور المشركين وخَرِبٌ، فأمر بالخَرب فسُوِّيَتْ> الخِرب‏:‏ يجوز أن يكون بكسر الخاء وفتح الراء جمع خَرِبة، كَنَقِمَةٍ ونَقِمٍ، ويجوز أن تكون جمع خِرْبةٍ - بكسر الخاء وسكون الراء على التخفيف كنِعْمة ونِعَم، ويجوز أن يكون الخَرِب بفتح الخاء وكسر الراء كنَبِقَةٍ ونَبِقٍ، وكلمةٍ وكَلِمٍ‏.‏ وقد رُوي بالحاء المهملة والثاء المثلَّثة، يريد به الموضع المَحْرُوث للزّراعة‏.‏

‏(‏ه‏)‏ وفيه <أنه سأل رجُل عن إتيان النساء في أدْبارِهنَ، فقال: في أيّ الخُرْبَتْين: أو في أي الخُرْزَتين، أو في أيِّ الخُصْفَتين> يعني في أي الثُّقْبَيْن‏.‏ والثلاثة بمعنى واحد، وكلها قد رَوِيَتْ‏.‏

ومنه حديث علي <كأنّي بِحَبَشِيٍّ مُخَرَّبٍ على هذه الكعبة> يريد مَثْقوبَ الأُذُن‏.‏ يقال مُخَرَّبٌ ومُخَرَّم‏.‏

‏(‏ه‏)‏ وفي حديث المغيرة <كأنه أمةٌ مُخَرَّرة> أي مَثْقُوبة الأُذُن‏.‏ وتلك الثُّقْبة هي الخُربة‏.‏

‏(‏ه س‏)‏ وفي حديث ابن عمر <في الذي يُقَلّدُ بَدَنَتَه ويَبْخَل بالنَّعْل، قال: يُقَلّدها خُرَّابة> يروي بتخفيف الراء وتشديدها، يريد عُرْوة المَزادة‏.‏ قال أبو عبيد‏:‏ المعروف في كلام العرب أنّ عروة المزادة خُرْبة، سميت بها لاستدارتها، وكل ثقب مستديرة خُرْبة‏.‏

‏(‏ه س‏)‏ وفي حديث عبد اللّه <ولاسَتَرْتَ الخَرَبة> يعني العَوْرة‏.‏ يقال ما فيه خَرَبة‏:‏ أي عَيْب‏.‏

وفي حديث سليمان عليه السلام <كان يَنْبُت في مُصَلاه كلَّ يوم شجرةٌ، فيسألها ما أنت؟ فتقول: أنا شجرةُ كذا أنبُت في أرض كذا، أنا دَواءٌ من داء كذا، فيأمر بها فتُقْطَع، ثم تُصَرّ ويُكْتَبُ على الصُّرة اسمها ودَواؤها، فلما كان في آخر ذلك نَبَتَت اليَنْبوتةُ، فقال: ما أنتِ؟ فقالت أنا الخرُّوبة وسكتّت، فقال: الآن أعْلَم أنّ اللّه قد أذِن في خَراب هذا المسجد وذَهاب هذا المُلْكِ> ‏.‏ فلم يَلْبَث أن مات‏.‏

‏(‏ه‏)‏ وفيه ذكر <الخُرَيبَة> هي بضم الخاء مصغرة‏:‏ مَحِلَّةٌ من محالَ البَصْرة يُنْسب إليها خَلْق كثير‏.‏

‏{‏خربز‏}‏*في حديث أنس <رأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يَجمع الرُّطَب والخِرْبز> هو البطيخ بالفارسية‏.‏

‏{‏خربش‏}‏ ‏(‏ه‏)‏ فيه <كان كتاب فلان مُخَرْبَشاً> أي مُشَوَّشا فاسدا، الخَرْبَشة والخرْمَشة‏:‏ الإفساد والتَّشْويش‏.‏

‏{‏خربص‏}‏ ‏(‏ه‏)‏ فيه <من تَحلّى ذَهَباً أو حَلَّى وَلده مثل خَرْبصيصة> هي الهَنَة التي تُتَراءَى في الرمل لها بَصيِص كأنها عين جرادة‏.‏

ومنه الحديث <إنَّ نَعيم الدنيا أقلُّ وأصغر عند اللّه من خَرْبصِيصة> ‏.‏

‏{‏خرت‏}‏ ‏(‏س‏)‏ في حديث عمرو بن العاص <قال لما احتُضِر: كأنما أتَنَفَّسُ من خَرْتِ إبْرة> أي ثَقبها‏.‏

‏(‏ه‏)‏ وفي حديث الهجرة <فاستأجَرَا رجُلا من بني الدِّيل هاديا خِرِّيتاً> الخرِّيتُ‏:‏ الماهر الذي يَهْتَدي لأخْرات المفازة، وهي طُرُقُها الخفيَّة ومَضايقُها‏.‏ وقيل إنه يَهتدي لمثْل خَرْتِ الإبْرة من الطريق‏.‏

‏{‏خرث‏}‏*فيه <جاء رسولَ اللّه صلى اللّه عليه وسلم سَبْيٌ وخُرْثِيٌّ> الخُرْثِيٌّ‏:‏ أثاثُ البيت ومَتاعُه‏.‏

ومنه حديث عُمَير مَوْلَى آبي اللّحْم <فأمَر لي بشيء من خُرْثِيِّ المتاع> ‏.‏

‏{‏خرج‏}‏ ‏(‏ه‏)‏ فيه <الخَراج بالضَّمان> يريد بالخراج ما يَحْصُل من غَلة العين المُبْتاعة عبدا كان أو أمَة أو مِلْكا، وذلك أن يَشْترِيَه فيَسْتَغِلَّه زمانا ثم يَعْثُر منه على عَيْب قديم لم يُطْلعْه البائع عليه، أو لم يعْرِفه، فله رَدُّ العين المَبِيعة وأخْذُ الثَّمن، ويكون للمشتري ما استغلّه، لأن المَبيع لو كان تلف في يده لكَان من ضمانه، ولم يكن له على البائع شيء‏.‏ والباء في بالضمان مُتعلقة بمحذوف تقديره الخَراجُ مُستحَق بالضَّمان‏:‏ أي بسببه‏.‏

‏(‏ه‏)‏ ومنه حديث شُريح <قال لرَجُليْن احْتَكما إليه في مثل هذا، فقال للمشتري: رُدَّ الدَّاء بدائه، ولك الغَلَّة بالضمان> ‏.‏

‏(‏س‏)‏ ومنه حديث أبي موسى <مثل الأُترُجَّةِ طَيِّبٌ رِيحُها طَيِّبٌ خَراجُها> أي طَعْم ثَمرها، تَشْبيها بالخَراج الذي هو نفْع الأَرَضين وغيرها‏.‏

‏(‏ه‏)‏ وفي حديث ابن عباس <َيتَخَارَج الشَّرِيكانِ وأهلُ الميراث> أي إذا كان المتاع بين ورثة لم يَقْتَسِموه، أو بين شُرَكاء وهو في يَدِ بَعْضهِمْ دُون بعض، فلا بأس أن يتبَايعوه بينهم، وإن لم يعرف كلُّ واحد منهم نصيبه ولم يَقْبضه، ولو أراد أجْنبي أن يشتري نَصيب أحَدِهم لم يَجزُ حتى يَقْبضه صَاحبُه قبل البيع، وقد رواه عطاء عنه مفسرا، فقال‏:‏ لا بأس أن يتخارِج القومُ في الشَّركة تكون بينهم، فيأخذُ هذا عشرة دنانير نَقْداً، وهذا عشرة دنانير دَيْناً‏.‏ والتَّخارُج‏:‏ تفاعُلٌ من الخروج، كأنه يَخْرُج كلُّ واحدٍ منهم عن مِلْكه إلى صاحبه بالبيع‏.‏

وفي حديث بدْرٍ <فاخْتَرجَ تَمْرَاتٍ من قَرَنِه> أي أخْرَجَها، وهو افتعل منه‏.‏

‏(‏ه‏)‏ ومنه الحديث <إنّ ناقة صالح عليه السلام كانت مُخْتَرجَة> يقال ناقةٌ مُخْتَرَجَة إذا خَرجت على خِلْقَة الجمل البُخْتِيِّ‏.‏

‏(‏ه‏)‏ وفي حديث سُوَيد بن عَفَلة قال <دَخَلْت على عَليٍّ يوم الخُروج فإذا بين يديه فاثُور عليه خُبْز السَّمْرَاء، وصَحْفَةٌ فيها خَطِيفَةٌ ومِلْبَنة> يومُ الخُروج هو يوم العيد، ويقال له يوم الزينة، ويوم المشرق‏.‏ وخُبْزُ السَّمْرَاء‏:‏ الخُشْكَار لحمرته، كما قيل للُّباب الحُوَّارَى لبياضه‏.‏

‏{‏خردق‏}‏ ‏(‏س‏)‏ في حديث عائشة رضي اللّه عنها <قالت: دعا رسولَ اللّه صلى اللّه عليه وسلم عَبْدٌ كان يبيع الخُرْدِيق، كان لا يزال يدعو رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم> الخُرْدِيق‏:‏ المَرق، فارسي معرّب، أصله خُورْديك‏.‏ وأنشد الفراء‏:‏

قالت سُلَيْمَى اشْتَرْ لَنَا دَقِيقا ** واشْتَرْ شُحَيماً نَتَّخِذْ خُرْدِيقا

‏{‏خردل‏}‏ ‏(‏ه‏)‏ في حديث أهل النار <فمنهم المُوبَقُ بعمله، ومنهم المُخَرْدَل> هو المَرْميّ المَصْروع‏.‏ وقيل المُقَطَّع، تُقَطِّعُه كلالِيبُ الصراط حتى يَهْوِي في النار‏.‏ يقال خرْدَلتُ اللحم - بالدال والذال - أي فَصَّلت أعضاءه وقطّعته‏.‏

ومنه قصيد كعب بن زهير‏:‏

يَغْدُو فيَلْحَمُ ضِرْغَامَيْنِ عَيشُهُما ** لَحْمٌ مِنَ القَوْم مَعْفُورٌ خَرَادِيلُ

أي مُقَطَّع قِطَعا‏.‏

‏{‏خرر‏}‏ ‏(‏ه‏)‏ في حديث حكيم بن حِزَام <بايَعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم على أن لا أخِرَّ إلا قائما> خَرَّ يخرّ بالضم والكسر‏:‏ إذا سقط من عُلْوٍ‏.‏ وخَرَّ الماء يَخِرُّ بالكسر‏.‏ ومعنى الحديث‏:‏ لا أمُوت إلا مُتَمسِّكاً بالإسلام‏.‏ وقيل معناه‏:‏ لا أقع في شيء من تجَارَتي وأُموري إلا قمتُ به مُنْتَصباً له‏.‏ وقيل معناه‏:‏ لا أَغْبِنُ ولا أُغْبَنُ‏.‏

وفي حديث الوضوء <إلاَّ خَرَّت خَطَاياه> أي سقَطت وذهبت‏.‏ ويروى جرت بالجيم‏:‏ أي جرت مع ماء الوضوء‏.‏

‏(‏س‏)‏ وفي حديث عمر <أنه قال للحارث بن عبد

(س) وفي حديث ابن عباس <من أدخل أُصْبُعَيه في أُذُنَيه سمع خرير الكَوْثَر> خَريرَ الماء‏:‏ صَوْتُه، أراد مثل صوت خرير الكوثر‏.‏

ومنه حديث قُسّ <وإذا أنا بعينٍ خَرَّارة> أي كثيرة الجَرَيان‏.‏

وفيه ذِكْرُ <الخَرّارِ> بفتح الخاء وتشديد الراء الأولى‏:‏ موضع قُرْب الجُحفَة بَعَثَ إليه رسولُ

‏{‏خرس‏}‏ ‏(‏ه‏)‏ فيه في صِفة التَّمر <هي صُمْتَةُ الصَّبِيّ وخُرْسة مَرْيَم> الخُرْسة‏:‏ ما تَطْعَمُه المرأة عند وِلادِها‏.‏ يقال‏:‏ خَرَّستُ النُّفَساء‏:‏ أي أطعمْتُها الخُرْسة‏.‏ ومريم هي أمّ المسيح عليه السلام، أراد قوله تعالى <وهُزِّي إليكِ بِجِذْعِ النَّخْلة تُساقِطْ عليكِ رُطَباً جَنِيًّا، فكُلِي> فأما الخُرس بلا هاء فهو الطعام الذي يُدْعَى إليه عند الولادة‏.‏

ومنه حديث حَسَّان <كان إذا دُعِيَ إلى طعام قال: أفي عُرْس، أم خُرْس، أم إعْذار> فإن كان في واحد من ذلك أجابَ، وإلا لم يُجِب‏.‏

‏{‏خرش‏}‏ ‏(‏ه‏)‏ في حديث أبي بكر رضي

‏(‏س‏)‏ ومنه حديث أبي هريرة <لو رأيتُ العَيْرَ تَخْرِشُ ما بين لابَتَيها مامَسَسْته> يعني المدينةَ‏.‏ وقيل معناه مِن اخْتَرشْتُ اليءَ إذا أخذتَه وحَصّلته‏.‏ ويروى بالجيم والشين المعجمة، وقد تقدم‏.‏ وقال الحَرْبي‏:‏ أظنُّه بالجيم والسين المهملة، من الجَرْس‏:‏ الأكلِ‏.‏

‏(‏س‏)‏ ومنه حديث قيس بن صَيْفي <كان أبو موسى يَسْمعُنا ونحن نُخارِشُهم فلا يَنْهانا> يعني أهل السواد، ومخارَشَتُهم‏:‏ الأخذ منهم على كُرْه‏.‏ والمِخْرَشة والمِخْرَش‏:‏ خَشَبة يَخُط بها الخَرّاز‏:‏ أي يَنْقُش الجِلد، ويُسَمَّى المِخَطّ والمِخْرش‏.‏ والمِخْراش أيضا‏:‏ عَصاً مُعْوجَّةُ الرأس كالصَّوْلَجان‏.‏

ومنه الحديث <ضَرَبَ رأسه بِمِخْرَشٍ> ‏.‏

‏{‏خرص‏}‏*فيه <أيُّما امرأةٍ جَعَلَت في أُذُنها خُرْصاً من ذَهَب جُعِل في أُذُنها مِثُلهُ خُرْصاً من النار> الخُرْصُ - بالضم والكسر - الحلْقة الصغيرة من الحَلْى، وهو من حَلْى الأذُن‏.‏ قيل كان هذا قبل النسخ؛ فإنه قد ثَبَت إباحةُ الذَّهب للنساء‏.‏ وقيل هو خاصٌّ بمن لم تؤدِّ زكاةَ حَلْيِها‏.‏

‏(‏ه‏)‏ ومنه الحديث <أنه وَعَظ النساء وحَثَّهُنّ على الصدقة، فَجَعَلَت المرأة تُلْقي الخُرْصَ والخاتَم> ‏.‏

‏(‏ه‏)‏ ومنه حديث عائشة <إنّ جُرْح سَعْد بَرَأ فلم يَبْق منه إلا كالخُرْص> أي في قلة ما بَقِيَ منه‏.‏ وقد تكرر ذكْرُه في الحديث‏.‏

‏(‏ه‏)‏ وفيه <أنه أمر بخَرْص النخل والكَرْم> خَرَص النخلة والكَرْمة يَخْرُصها خَرْصا‏:‏ إذا حَزَرَ ما عليها من الرُّطب تَمْرا ومن العنب زبيبا، فهو من الخَرْص‏:‏ الظنّ؛ لأن الحَزْر إنما هو تقدير بظنّ، والاسم الخِرْص بالكسر‏.‏ يقال كم خِرْصُ أرضِك‏؟‏ وفاعل ذلك الخارِصُ‏.‏ وقد تكرر في الحديث‏.‏

وفيه <أنه كان يأكل العِنَبَ خَرْصا> هو أن يَضعَه في فيه ويُخْرِج عُرْجُونه عارياً منه، هكذا جاء في بعض الروايات، والمَرْوِيّ خَرْطاً بالطاء‏.‏ وسيجيء‏.‏

‏(‏س‏)‏ وفي حديث علي <كنت خَرِصاً> أي بي جُوع وبَرْد‏.‏ يقال خَرِص بالكسر خَرَصا، فهو خَرِصٌ وخارِصٌ‏:‏ أي جائع مَقْرور‏.‏

‏{‏خرط‏}‏ ‏(‏ه‏)‏ فيه <أنه عليه الصلاة والسلام كان يأكل العِنبَ خَرْطاٌ> يقال خَرَط العُنْقود واخْتَرَطه إذا وضعه في فيه ثم يأخذ حبَّه ويُخْرج عُرْجونه عارياً منه‏.‏

‏(‏ه‏)‏ وفي حديث عليّ <أتاه قوم برجُل فقالوا إنّ هذا يَؤُمُّنا ونحن له كارِهُون، فقال له عليٌ: إنَّك لَخرُوطٌ> الخَرُوطُ‏:‏ الذي يَتهَوَّر في الأمور ويركب رأسَه في كل ما يريد جهلا وقِلَّة معرفة، كالفَرَس الخَرُوط الذي يَجْتَذِبُ رَسَنَه من يد مُمْسِكه ويَمضي لوجهه‏.‏

وفي حديث صلاة الخوف <فاخْتَرط سَيفَه> أي سَلَّه من غِمدِه، وهو افْتَعل، من الخَرْط‏.‏

‏(‏ه‏)‏ وفي حديث عمر <أنه رأى في ثوبه جَنابة فقال: خُرِطَ علينا الاحتلام> أي أُرسِل علينا، من قولهم خَرَط دَلْوَه في البئر‏:‏ أي أرسَله‏.‏ وخَرَط البازيَّ إذا أرسَلَه من سَيْره‏.‏

‏{‏خرطم‏}‏ ‏(‏س‏)‏ في حديث أبي هريرة - وذَكَر أصحابَ الدَّجَّال فقال - <خِفافُهم مُخَرْطَمة> أي ذاتُ خَراطيمَ وأُنُوفٍ، يعني أن صُدُورها ورؤسها مُحَدَّدة‏.‏

‏{‏خرع‏}‏ ‏(‏ه‏)‏ فيه <إن المُغِيبة يُنْفَقُ عليها من مال زوجها ما لم تَخْتَرِعْ مالَه> أي مالم تَقْتطِعْه وتأخذه‏.‏ والاختِراعُ‏:‏ الخِيانة‏.‏ وقيل‏:‏ الاختراع‏:‏ الاستهلاك‏.‏

‏(‏ه‏)‏ وفي حديث الخدرِي <لو سَمِع أحدُكم ضَغْطة القَبْر لَخَرِع> أي دَهِشَ وضَعُف وانكسر‏.‏

‏(‏ه‏)‏ وفي حديث أبي طالب <لولا أن قُريشا تقول أدْرَكَه الخَرَعُ لقُلْتُها> ويُرْوى بالجيم والزاي، وهو الخَوْفُ‏.‏ قال ثَعْلَب‏:‏ إنما هو بالخاء والراء‏.‏‏(‏ه‏)‏ وفي حديث يحيى بن أبي كثير <لا يُجْزِي في الصدقة الخَرِعُ> هو الفَصِيل الضعيفُ‏.‏ وقيل هو الصغير الذي يرضع‏.‏ وكل ضعيف خرِع‏.‏

‏{‏خرف‏}‏ ‏(‏ه‏)‏ فيه <عائد المريض على مَخارِف الجنة حتى يَرْجِعَ> المخارف جَمْع مَخْرَف بالفتح وهو الحائط من النخل‏:‏ أي أنَّ العائد فيما يَجُوز من الثَّواب كأنه على نخل الجنة يَخْتَرفُ ثِمَارَها وقيل المخارف جمع مَخْرَفة، وهي سكَّة بين صَفَّيْنِ من نخل يّخْترف من أيِّهما شاء‏:‏ أي يجتني‏.‏ وقيل المَخْرفة الطريق‏:‏ أي أنه على طريق تؤدّيه إلى طريق الجنة‏.‏

‏(‏ه‏)‏ ومنه حديث عمر <تَرَكتُكم على مِثل مَخْرَفة النَّعَم> أي طُرُقها التي تُمَهِّدها بأخفافها‏.‏

‏(‏ه‏)‏ ومن الأوّل حديث أبي طلحة <إن لي مَخْرَفا، وإنني قد جعلته صَدَقة> أي بُسْتانا من نَخْل‏.‏ وَالمخْرَف بالفتح يقع على النخل وعلى الرُّطَب‏.‏

‏(‏س‏)‏ ومنه حديث أبي قَتادة <فابْتَعْتُ به مَخْرَفا> أي حائط نخْل يُخْرَف منه الرُّطَب‏.‏

‏(‏س‏)‏ وفي حديث آخر <عائد المريض في خِرافةِ الجنة> أي في اجْتِناء ثَمَرِها‏.‏ يقال‏:‏ خَرَفْت النَّخلة أخْرُفها خَرْفاً وخِرافاً‏.‏

‏(‏ه‏)‏ وفي حديث آخر <عائد المريض على خُرْفَة الجنة> الخُرْفة بالضم‏:‏ اسم ما يُخْتَرف من النخل حين يُدْرِكُ‏.‏

‏(‏ه‏)‏ وفي حديث آخر <عائد المريض له خَريف في الجنة> أي مَخْرُوف من ثَمَرِها، فَعيلٌ بمعنى مفعول‏.‏

‏(‏س‏)‏ ومنه حديث أبي عَمْرَة <النخلة خُرْفةُ الصائم> أي ثَمَرَتهُ التي يأكلها، ونَسَبَها إلى الصائم لأنه يُستَحَبُّ الإفْطارُ عليه‏.‏

‏(‏ه‏)‏ وفيه <أنه أخذ مِخْرَقاً فأتى عِذْقا> المِخْرَف بالكسر‏:‏ مايُجْتنى فيه الثمر‏.‏

‏(‏س‏)‏ وفيه <إنَّ الشجر أبعدُ من الخارف> هو الذي يَخْرُفُ الثمر‏:‏ أي يَجْنيه‏.‏

وفيه <فُقَراءُ أمّتي يَدْخُلون الجَنَّة قبل أغْنِيِائهم بأربعين خَرِيفاً> الخَرِيف‏:‏ الزَّمَانُ المَعْرُوفُ من فصول السَّنّة ما بين الصَّيف والشتاء‏.‏ ويريد به أربعين سَنَة لأنّ الخَرِيف لا يكون في السَّنَة إلا مَرَّة واحدة، فإذا انْقَضَى أربَعُون خريفا فقد مضت أربعون سَنة‏.‏

‏(‏ه‏)‏ ومنه الحديث <إنّ أهْل النَّار يَدْعُون مالِكاً أربَعين خرِيفاً> ‏.‏

‏(‏ه‏)‏ والحديث الآخر <ما بين مَنْكَبِيِ الخازِنِ من خزَنَةِ جَهنَّمَ خَرِيفٌ> أي مسافة تُقْطَعُ ما بين الخَرِيف إلى الخريف‏.‏

‏(‏ه‏)‏ وفي حديث سَلَمة بن الأكوع ورجَزِه‏:‏

لم يَغْذُها مَدٌّ ولا نَصِيفُ * ولا تمَيْرَاتٌ ولا رَغِيفُ ‏(‏رواية الهروي والجوهري‏:‏ <ولا تعجيف> والتعجيف‏:‏ الأكل دون الشبع‏.‏‏)‏

لَكِن غَذَاها لَبَنٌ خَريفُ*

قال الأزهري‏:‏ اللّبَن يكون في الخريف أدسَمَ‏.‏ وقال الهروي‏:‏ الرواية اللّبن الخريف، فيُشْبِه أنه أجْرَى اللبن مُجْرَى الّثمار التي تُخْتَرَف، على الاستعارة، يُريدُ الطَّريَّ الحديث العهد بالحَلب‏.‏

‏(‏س‏)‏ وفي حديث عمر رضي اللّه عنه <إذا رأيتَ قوما خَرَفوا في حَائطهم> أي أقاموا فيه وقْتَ اخْتِرِاف الّثمار وهو الخَريفُ، كقولك صافُوا وشَتَوا‏:‏ إذا أقاموا في الصَّيف والشّتاء، فأما أخْرَفَ وأصَاف وأشْتَى، فمعناه أنه دخل في هذه الأوقات‏.‏

‏(‏س‏)‏ وفي حديث الجارود <قلت: يا رسول اللّه ذَوْدٌ نأتي عَلَيهِنّ في خُرُف، فَنَسْتَمْتِعُ من ظُهُورهِنّ، وقد عَلمْتَ ما يكفينا من الظَّهْر، قال: ضَالَّة المُؤمن حَرَقُ النار> قيل معنى قوله في خُرُف‏:‏ أي في وقت خُرُوجهنّ إلى الخريف‏.‏

‏(‏س‏)‏ وفي حديث المسيح عليه السلام <إنما أبْعَثُكُمْ كالكِبِاش تَلْتَقِطُون خِرْفان بني إسرائيل> أراد بالكِباش الكِبِارِ والعُلَمِاء، وبالخرْفِان الشُّبَّانَ والجُهَّال‏.‏

‏(‏س‏)‏ وفي حديث عائشة <قال لها حَدّثيني، قالت ما أُحَدّثُك حَديثَ خُرِافَةَ> خُرَافَةَ ‏:‏اسم رجُل من عُذْرة اسْتَهْوَتهْ الجنّ؛ فكان يَحدّث بما رأى، فكذبوه وقالوا حديث خُرَافة، وأجرِوه على كل ما يُكَذّبونه من الأحاديث، وعلى كل ما يُسْتَمْلَحُ منه‏.‏ ويروى عن النبي صلى اللّه عليه وسلم أنه قال <خُرِافةُ حقٌ> واللّه أعلم‏.‏

‏{‏خرفج‏}‏ ‏(‏ه‏)‏ في حديث أبي هريرة <أنه كَره السَّرَاويلَ المُخَرْفَجةَ> هي الوِاسعة الطَّويلة التي تَقَع على ظُهور القَدَمين‏.‏ ومنه عيش مُخَرْفَجٌ‏.‏

‏{‏خرق‏}‏ ‏(‏ه‏)‏ فيه <أنه نَهَى أن يُضَحَّى بشَرْقاء أو خَرْقاء> الخَرْقاء التي في أذنها ثَقْب مُشْتَديرة‏.‏ والخَرقُ‏:‏ الشَّقُّ‏.‏

ومنه الحديث في صِفَة البقرة وآلِ عمران <كأنهما خَرِقان من طيرٍ صَوَافَّ> هكذا جاء في حديث النَّوَّاسِ، فإن كان محفوظا بالفتح فهو من الخَرْق‏:‏ أي ما انْخَرَق من الشيء وبَانَ منه، وإن كان بالكسر فهو من الخِرْقة‏:‏ القِطْعَةِ من الجَرَاد‏.‏ وقيل الصواب <خِزْقانِ> بالحاء المهملة والزاي، من الحِزْقَة وهي الجماعة من الناس والطير وغيرهما‏.‏

ومنه حديث مريم عليها السلام <فجاءت خِرْقَةٌ من جَرَاد فاصْطادَتْ وشَوَتْه> ‏.‏

وفيه <الرِّفْقُ يمْنٌ والخُرْق شُؤمٌ> الخُرْق بالضم‏:‏ الجهل والحُمقُ‏.‏ وقد خَرِق يَخْرِقُ خَرَقاً فهو أخْرَق‏.‏ والاسم الخُرْق بالضم‏.‏

‏(‏س‏)‏ ومنه الحديث <تُعِينُ صَانِعاً أو تَصْنَع لأخْرَق> أي جاهل بما يَجِبُ أن يَعْمَله ولم يكن في يديه صَنْعة يكتَسِب بها‏.‏

‏(‏س‏)‏ ومنه حديث جابر <فكرهت أن أجيئهن بخَرْقَاء مثْلَهُنّ> أي حَمْقَاء جاهلة، وهي تأنيث الأخْرَق‏.‏

‏(‏ه‏)‏ وفي حديث تزويج فاطمة عليا رضي اللّه عنهما <فلما أصبح دعاها فجاءت خَرِقَةً من الحياء> أي خَجِلة مَدْهُوشَة، من الخَرَق‏:‏ التَّحَيُّرِ‏.‏ وروي أنها أتته تعثُر في مِرْطِها من الخَجَل‏.‏‏(‏س‏)‏ ومنه حديث مكحول <فوقع فَخَرِقَ> أراد أنه وقع ميتا‏.‏

‏(‏ه‏)‏ وفي حديث علي <البَرْقُ مَخَارِيق الملائكة> هي جمع مِخْرِاق، وهو في الأصل ثوب يُلَف ويَضْرِب به الصِّبيانُ بعضّهم بعضا، أراد أنه آلة تَزْجُر بها الملائكة السَّحاب وتَسُوقه، ويفسره حديث ابن عباس‏:‏ <البَرْق سَوط من نور تَزْجُر به الملائكة السحابَ> ‏.‏

‏(‏س‏)‏ ومنه الحديث <إن أيمن وفْتَية معه حَلَّوا أُزُرَهم وجعلوها مَخَاريق واجْتلدوا بها، فرآهم النبي صلى اللّه عليه وسلم فقال: لا مِنَ اللّه اسْتَحْيَوْا، ولا من رسوله اسْتَتَروا، وأُمُ أيمن تقول: استغفرْ لهم، فَبِلأْىٍ ما استغفر لهم>

‏(‏س‏)‏ وفي حديث ابن عباس <عمامة خُرْقانِيَّة> كأنه لَوَاها ثمَّ كَوّرها كما يفعله أهل الرَّساتِيق‏.‏ هكذا جاء في رواية‏.‏ وقد رُويت بالحاء المهملة وبالضم والفتح وغير ذلك‏.‏

‏{‏خرم‏}‏*فيه <رأيتُ رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يخطب الناس على ناقة خَرْماء> أصل الخَرْم الثَّقْب والشَّق‏.‏ والأخْرَم‏:‏ المثقوب الأذن، والذي قُطعت وَتَرَة أنفه أو طَرَفُه شيئا لا يبلغ الجَدْع وقد انْخَزم ثَقْبُه‏:‏ أي انْشَقَّ، فإذا لم يَنْشَقّ فهو أخْزَمُ، والأنثى خَزْماء‏.‏

‏(‏ه‏)‏ ومنه الحديث <كره أن يُضَحَّى بالمخرَّمة الأُذُن> قيل أراد المَقْطوعَة الأذن، تَسْمِية للشيء بأصله، أو لأنّ المخرَّمة من أبنية المبالغة، كأنّ فيها خُرُوماً وشُقوقا كثيرة‏.‏

‏(‏س‏)‏ وفي حديث زيد بن ثابت <في الخَرَمات الثلاث من الأنف الدّيةُ، في كل واحدة منها ثُلُثُها> الخرمات جمع خَرَمة‏:‏ وهي بمنزلة الاسم من نعت الأخرَم، فكأنه أراد بالخَرَمات المَخْرُومات، وهي الحُجُب الثلاثة في الأنف‏:‏ إثنان خارجان عن اليمين واليسار، والثالث الوَتَر يعني أن الدّيةّ تتعلَّق بهذه الحُجُب الثلاثة‏.‏

‏(‏ه‏)‏ وفي حديث سَعْد <لَّما شكاه أهل الكوفة إلى عمر في صلاته قال: ما خَرَمْتُ من صلاة رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم شيئاً> أي ما تَركْتُ‏.‏

ومنه الحديث <لم أخْرِمْ منه حَرْفاً> أي لم أدَعْ‏.‏ وقد تكرر في الحديث‏.‏

وفيه <يريد أن يَنْخَرِم ذلك القرْنُ> القرنُ‏:‏ أهل كُلِّ زمانً، وانْخِرَامُه‏:‏ ذهابُه وانقِضاؤُه‏.‏

وفي حديث ابن الحنفية <كدْت أن أكُون السَّواد المُخْتَرَم> يقال اخترمهم الدهر وتَخَرَّمَهُم‏:‏ أي اقْتَطعَهم واسْتأصلَهم‏.‏

وفيه ذكْر <خُريم> هو مصغر‏:‏ ثَنيَّةٌ بين المدينة والرَّوْحاء، كان عليها طريق رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم مُنْصَرَفَة من بدر‏.‏

‏(‏س‏)‏ وفي حديث الهجرة <مَرَّ بأوس الأسلمي، فَحمَلهما على جَمل وبَعث معها دَليلاً وقال: اسلُكْ بهما حيث تَعْلم من مَخارم الطُّرُق> المخارم جمع مَخْرِم بكسر الراء‏:‏ وهو الطريق في الجَبل أو الرَّمل‏.‏ وقيل‏:‏ هو مُنْقَطَع أنْف الجبل‏.‏

‏{‏خرنب‏}‏*في قصة محمد بن أبي بكر الصدّيق ذِكْر <خَرْنَباء> هو بفتح الخاء وسكون الراء وفتح النون والباء الموحدة والمدة‏:‏ موضع من أرض مصر‏.‏